إنطلاق النسخة الثالثة لمهرجان الأغنية القطرية 14 أكتوبر

تقيم وزارة الثقافة والرياضة، ممثلة في مركز شؤون الموسيقى، خلال الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر 2021، النسخة الثالثة من مهرجان الأغنية القطرية في تطوير جديد لهذه الفعالية، بعدما كانت تقام تحت مسمى ليلة الأغنية القطرية.

وسيقام المهرجان في حُلته الجديدة تحت شعار “ولين الحين يا سدرة.. عروقج عايشة فينا”، وهو الشعار المستمد من كلمات أغنية الشاعر الدكتور/ مرزوق بشير، وتعبر عن البيئة القطرية الأصيلة، وهو ما يتماشى في ذلك مع شعار اليوم الوطني للدولة 2021″مرابع الأجداد.. أمانة”، والمستوحى من البيئة القطرية، بكل ما تزخر به من مكونات، ارتبط بها الإنسان القطري عبر العصور، فاصطبغ بها، ورسخت لديه الانتماء الوطني، فضلاً عن تعزيزها للهوية الوطنية القطرية، ما يجعل المهرجان وقفة مع الأصالة الفنية وتقديرًا للفن الراقي، واحتفاء بالأغنية القطرية، بكل ما ارتبطت به من بيئتها، وعبرت عنها، وظهر ذلك في ألوان الطرب الأصيل.

وفي هذا السياق، توضح قصة شعار النسخة الثالثة لمهرجان الأغنية القطرية أن الفنّان القطريُّ هو ابن بيئته، عاش وما يزال بين أحضانها، يتأمّل بحرها وبرّها، ويعشقُ عبقها ويستلهم منها كلماته وألحانه وأغانيه، ويرى فيها أهلها الذين صانوها وحافظوا عليها متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم، وعاشوا في سلام بينهم، رغم تقلبات الزمان وليسطروا بذلك تاريخهم الحضاري. ومثال ذلك السدرة التي تقف على هذه الأرض شامخة، شاهدة على ذلك كله و ملهمة للأجيال المتعاقبة، حتى كأن عروقها تمتد فينا و تتآلف مع أرواحنا .. تعيش وتكبر معنا.

وتعتبر السدرة تعبيرًا ملهمًا لكل المبدعين في كل مجال وفي كل زمان وفي ليلة الأغنية القطرية كذلك ولين الحين ..  يا سدرة  عروقج عايشه فينا.

وقد ظلت الأغنية دائما معبرة عن وجدان أبناء الوطن الأوفياء في انتصاراتهم وإنجازاتهم وتطلعاتهم وكل التحديات التي واجهوها. ومن هذا المنطلق سعى منظمو مهرجان الأغنية القطرية إلى أن تكون هذه الفعالية علامة فارقة على ذلك اللقاء الوجداني بين فن الغناء القطري المبدع وبين ذائقة الجمهور القطري الذي تستهويه الموسيقى والغناء الرفيع وذلك في الوقت الذي شهدت فيه الأغنية القطرية الحديثة تطورا استفاد من ألوان الغناء التراثي ومن ألوان الموسيقى المعاصرة، فظهرت أصوات غنائية جديدة قدمت للأغنية القطرية مدى جديدا وأكسبتها حضورا في الساحة الفنية العربية فضلا عن كونها جزءا من الموروث الشعبي في محطات مختلفة، كالاحتفالات الوطنية، والمناسبات الاجتماعية.

وسوف يقام المهرجان على خشبة مسرح قطر الوطني، بمشاركة نخبة من نجوم الغناء القطري والخليجي، بالإضافة إلى أصحاب المواهب الفنية الشابة، التي أثبت تألقها وصعودها في ساحة الطرب المحلي.

وسيتم خلال المهرجان تكريم خمسة من المطربين والشعراء الغنائيين القطريين، وهم: علي عبدالستار، وجاسم صفر، وإبراهيم علي، ومحمد جولو ، وخليفة جمعان.

                                   دعم المبدعين 

ويأتي مهرجان الأغنية القطرية ليعزز الأهداف التي تسعى إليها وزارة الثقافة والرياضة في دعم المبدع القطري في مجال الأغنية وإبراز دوره الثقافي في المجتمع، بما يسهم في رفد الثقافة القطرية الأصيلة بأعمال إبداعية تثري المكتبة القطرية، وتطبعها بألوان الرقي والإبداع من خلال ما تقدمه في كافة التخصصات المتنوعة في مجالات الصوت، والشعر، واللحن والموسيقى، ما يجعل المهرجان توثيقاً لمسيرة الغناء القطري بكل ما يحمله من عراقة تاريخية، يمكن تقديمها للجيل الحالي، والأجيال القادمة، وهو ما يخلق بدوره جسرًا للتواصل بين المبدعين.

وحول جديد المهرجان في نسخته الثالثة، قال السيد خالد السالم، مدير مركز شؤون الموسيقى، والمنسق العام لمهرجان الأغنية القطرية: إن المهرجان بدأ في نسخته الأولى عام 2019 بليلة واحدة ، وفي العام التالي أقيم على مدى ليلتين، ليقام في نسخته الثالثة على مدى ثلاث ليال. لافتًا إلى أن من أهم متغيرات المهرجان هذا العام، أنه أصبح مهرجاناً للأغنية القطرية، على مدى ثلاثة أيام، يمكن أن تزداد إلى أكثر من ذلك خلال الأعوام القادمة، وبمشاركة مطربين من خارج قطر.

وحدد أهداف المهرجان في تنشيط الحركة الموسيقية في قطر، وإبراز الفنانين القطريين ممن تركوا بصمة واضحة في مسيرة الأغنية القطرية وقدموا الكثير من الجهود في خدمة الفن القطري”.

وقال إنه “من هنا، يأتي دعم أمثال هؤلاء الفنانين ، عبر منصة سنوية ، لتقديمهم للجمهور، بالإضافة إلى الحرص ضمن أهدافنا، أن نكون منصة لأصحاب المواهب الصاعدة، ونحن كمركز لشؤون الموسيقى، فإننا ندعم أصحاب الأصوات الجديدة، انطلاقاً من اهتمام وزارة الثقافة والرياضة بنشر الثقافة الفنية”.

وأرجع السيد خالد السالم الانتقال من ليلة إلى مهرجان للأغنية القطرية إلى الحرص على تقليل الفترة الزمنية، والرغبة في مشاركة أكبر عدد من الفنانين القطريين، وخاصة مع صعود عدد جديد من الفنانين، بشكل أكثر من العام الماضي.

وقال إن اللجنة المنظمة للمهرجان حرصت على تكريم مختلف عناصر العمل الفني الموسيقي من فنانين وشعراء وملحنين، ولذلك حاولنا أن نغطي هذه الثلاثة من منظومة العمل الغنائي، “فهدفنا إثراء الحركة الموسيقية، والدفع بأعمال غنائية جديدة إلى الساحة الغنائية”.

وأضاف أن هناك حرص أيضاً على تعزيز دور الشعر الغنائي، “وهذا توجه يعزز من أهدافنا في مركز شؤون الموسيقى”. داعياً الجمهور إلى متابعة المهرجان عبر لياليه الثلاث، وخاصة أنه سيحمل العديد من المفاجآت، التي سيلاحظها الجمهور بنفسه”.

وأكد بأن المهرجان سيقام وفق تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية حيث سيتم العمل على توزيع الجمهور بطريقة تراعي الاشتراطات الصحية، بحيث لا يتجاوز عدد الزوار في كل جلسة النسبة المحددة من قبل وزارة الصحة العامة، مع مراعاة الحفاظ على المسافة الآمنة بحسب توجيهات الوزارة نفسها.

 برنامج المهرجان 

وتستهل الليلة الأولى من المهرجان بأغنية “حنيت للسدرة” يقدمها الأطفال، يعقبها الفنان هاشم اليافعي، الذي يغني”أنا معاه”، ثم الفنان ناصر الكبيسي الذي يغني “بأسرع وقت  وعلى طاري  مبيت  الليل”، ثم يشدو الفنان خالد الدلوان بـ”ليل  الشتا والسحاب”،  بينما يصدح الفنان ناصر سهيم بـ”أجمل حب، ويا معلقة المشموم”، بينما يغني الفنان غانم شاهين بـ”قلبي حب وكذاب”.

وفي ذات الليلة يغني الفنان عبدالرزاق الضاحي “رحت يم الطبيب، وأنا باشكي”، بينما سيغني الفنان منصور  المهندي “أعطني حريتي، وفي ذمتك، وولد قطر”، كما ستغني الفنانة أصيل  هميم” اخر حلول، انكتب لي، وسماي صافية”.

وسيشدو الفنان عيسى  الكبيسي بـ”العبق، والغلا غلّاب، نبكي على الدنيا وأنت وينك”، كما سيغني الفنان فهد  الكبيسي بـ”جرعة حب، أسئلة، بي حنين، اشتقت لك، وقل ايش”.

كذلك تكريم كل من: إبراهيم علي، محمد جولو وعبدالرزاق الضاحي.

وفي الليلة الثانية من المهرجان، سوف تنطلق بأغنية “دوحة العز” يتبعها الفنان محمد المطوع بغناء “عطر وشال واهديتك”، بينما سيغني الفنان بدر الريس “نعمة الإله، آه منك واسولف يا قطر”، بينما يشدو الفنان علي الراشد بـ” اتناقض فيك، وتدلّع”، بينما يغني الفنان سعود جاسم بـ”اعاتب أشواقي، وخاف من ربك”، وفيما سيصدح الفنان سعد حمد بـ”الدروس، وكفى يا خلّي”، و الفنانة أنوار ستغني “يا فرحة ما تمّت وشر البلية ما يضحك”.

ومن خلال “ميدلي رياضي قطري”، سيغني فه كل من الفنانين: عبدالرحمن الماس “أبطال ديرتنا” ، أحمد علي “اسمك ضوا عالي “سيروا  وعين الله ترعاكم” ، خالد سالم “رد البطل” وسعود جاسم بأغنية أنا آه”. 

ومن جانبه، سيغني الفنان الكويتي حمود الخضر “كن أنت، ها أنذا، غبت عني وهى مستوحاه من التراث القطري وأغنية لغات العالم”، كما سيغني الفنان سعد الفهد “نمت، تكلم غيري، من مد للفرقى وبدري من عمرك”، وستشهد ذات الليلة تكريم الشعراء: جاسم صفر، خليفة جمعان وعبدالرحمن الماس.

وفي الليلة الثالثة، سيقدم الكورال أغنية “أنا من قطر”، يعقبها الفنان منصور المهندي بغناء “اليوم يا شوق”، فيما يغني الفنان بدر الريس “يا  ناس احبه والا يا ساكن الدوحة”، وستقدم  الفنانة أنوار بـ”البارحة يا خال”، ويغني الفنان سعود جاسم “دهن العود”، فيما سيقدم الفنان خالد سالم بـ”يا شبيه بالحلا”، وبدوره سيشدو  الفنان علي  عبد الستار “نور الدنيا، راح اللي راح مع الفنان صقر صالح، دع الأيام، مغربية، تحت السدرة والرسالة”.

كما ستشهد الليلة الثالثة والأخيرة من المهرجان والتى جاءت تحت مسمى (الرحلة) تكريما للفنان علي عبدالستار، إلى جانب تكريم  الشاعر  الراحل  محمد الأسود المري.

وفي الختام، سيؤدي الفنان علي عبدالستار ونجوم الحفل أغنية ختامية  جماعية ، بعنوان “عيشي يا قطر”.

                           تعبير الوجدان  

ويأتي المهرجان، ليؤكد أنه في مسيرة وطننا الغالي كانت الأغنية القطرية دائماً معبرة عن وجدان أبنائه الاوفياء في انتصاراتهم وانجازاتهم وتطلعاتهم وكل التحديات التي واجهوها. فقطر الحبيبة هي الوفاء وأصل الوفاء.

وتمثل البيئة القطرية منبع إلهام متجدد للموسيقيين والمطربين القطريين، حيث تنوعت التعبيرات الموسيقية بحسب ألون الطبيعة التي عاش بينها القطريون فوهبتهم خيراتها مثلما تغنوا بها وبثوا في أغانيهم آمالهم وفرحهم وأوجاعهم في أزمنة المحن، وعبروا من خلالها عن صدق مشاعرهم في حبهم للإنسان والوطن ومُثُل الخير، فأنغام البحر وأنغام البر، تعكس التراث الموسيقي والغنائي القطري وثراء العاطفة وعمق المعاني التي نبعت من صلة الفنان بتاريخه ومجتمعه.

وقد شهدت الأغنية القطرية الحديثة تطورا استفاد من ألوان الغناء التراثي ومن ألوان الموسيقى المعاصرة، فظهرت أصوات غنائية جديدة أعطت للأغنية القطرية مدى جديدا وأكسبتها حضورا في الساحة الفنية العربية، ورسخت في ذاكرة الجمهور.

وتعبر الأغنية القطرية عن إحساس الجمهور وأحوال حياته، كما أنها تحمل في تكوينها طابعا فنيا ساميا يتميز باللحن الأصيل والأداء الطربي الذي يعبر عن صدق الفنان.

من هنا، يعد مهرجان الأغنية القطرية علامة فارقة على ذلك اللقاء الوجداني بين فن الغناء القطري المبدع وبين ذائقة الجمهور القطري الذي تستهويه الموسيقى والغناء الرفيع، فالموسيقى جزء أساسي من الموروث الثقافي المرتبط بالهوية الوطنية، لأي شعب من الشعوب، وقد عبرت الفنون الشعبية القطرية، عن ثقافة فريدة، ميزت المجتمع القطري عن المجتمعات والدول الأخرى، فكانت مثالا للأصالة والرقي.

وتعد الموسيقى والأغنية القطرية جزءاً من موروثنا الشعبي في محطات مختلفة، مثل الاحتفالات الوطنية، والمناسبات الاجتماعية، وتشكل فرصة دائمة للتعبير عن مشاعرنا، وتشكل الموسيقى فناً أصيلاً، يجمع بين الشعوب، ولغة تقارب تتوحد الشعوب في إتقانها. كما تعبر عن التنوع الثقافي وتساهم في تعزيز مساحات التلاقي، فتصهر التمايز في سيمفونية متناغمة.

ونتطلع أن تساهم الموسيقى والأغاني الأصيلة في تعزيز قيم مجتمعنا، وأن تعبر بشكل صادق عن مشاعرنا النبيلة، فتكون منطلقا لخيال أوسع، ومحفزا للعقل على التفكير الإبداعي، نحو مساهمة خلاقة في نهضة دولتنا.

وفي هذا السياق، يأتي مهرجان الأغنية القطرية، كمناسبة فريدة لإظهار تعلقنا بهذا الفن الراقي، وتقدير للفنان القطري على إضافات إبداعية، تساهم في رفد ثقافتنا بصور موسيقية تغني المكتبة القطرية، وتطبعها بألوان الرقي والإبداع.

شارك هذه الصفحة