السفن التقليدية.. عراقة تعكس الماضي وأصالة تبرز الحاضر

من بين ملامح الإرث العريق، الذي خلفه الأجداد، وتوارثه الآباء والأحفاد، تأتي السفن التقليدية، والتي لايقف مفهومها عند حدود المورد الاقتصادي لسكان لوّل فقط ، بل تتجاوزه  إلى كونها أحد الأركان التراثية، التي تعكس ماضٍ تليد، اعتنى به الحاضر، فحافظ على أصالته، وعمل على صيانته.

تلك الأهمية التي عليها السفن التقليدية، تأتي مما تكتسبه من قيمة كبيرة، تبدو في صناعتها وأنواعها وأسمائها وأشهر ملاكها ونواخذتها، مما جعلها أحد المفردات الرئيسة في العديد من القصائد، التي صدح بها الشعراء في إبداعاتهم، ودونها الرواة في سيرهم، فضلاً عما جسده الفنانون في أعمالهم التشكيلية، عندما جعلوا منها مادة فنية، ينهلون منها لوحاتهم البصرية.

ولعل في الحديث عن ذلك الإرث العريق، ما يعكس مدى الحرص على إحياء التراث البحري الأصيل، وهو ما يشكل بدوره تدعيمًا للهوية الوطنية بين أفراد المجتمع، وتوثيقًا في الوقت نفسه لعلاقة الأجيال المعاصرة بموروثها وماضيها وتاريخها الكبير، حيث تعد السفن القديمة أحد أبرز معالم التراث في قطر، لارتباطها الوثيق بالإنسان القطري عبر العصور، وخاصة في فترة ما قبل اكتشاف النفط، حيث كانت هذه السفن مصدرًا رئيسيًا للسفر والتجارة والنقل وصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ.

هذه القيمة، التي كانت عليها هذه السفن في الماضي، جعلها حاضرة بقوة ضمن المشهد الثقافي والتراثي القطري، تمزج الماضي بالحاضر، وتروي للأبناء حكايات الآباء والأجداد، حيث القصص المفعمة بالفخر والاعتزاز بتاريخ عريق، وإرث تليد.

شارك هذه الصفحة