انطلاق واحة الدوحة للابتكار بمشاركة 32 دولة

انطلقت اليوم فعالية واحة الدوحة للابتكار، والتي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة، بالتعاون مع منتدى التعاون الإسلامي للشباب، الذارع الشبابية لمنظمة التعاون الإسلامي، ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019، تحت شعار (الأمة بشبابها)، وبإشراف وتنظيم مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية.

ويتنافس في واحة الابتكار التي تقام بالشراكة مع النادي العلمي القطري ،42 مخترعا من 32 دولة من دول العالم الإسلامي في المرحلة العمرية من 18 إلى 30 سنة، حيث تسعى هذه التظاهرة الشبابية إلى تحفيز الإبداع الشبابي في مجالات الاختراع والابتكار، وهو ما يرسخ لدى الشباب ثقافة العلم والعمل لتحقيق مطالب التنمية والازدهار، ودعم وتثمين المواهب الابتكارية للشباب الإسلامي، وتعزيز مهارات التصنيع الرقمي.

وتقوم هذه الفعالية على طرح مسابقات /فردية/ بدأت اليوم بين المشاركين في صالة علي بن حمد العطية، ويشارك فيها كل متسابق بابتكاره، على أن تقوم لجنة التحكيم المؤلفة برئاسة السويسري السيد ديفيد تاجي فاروقي، إضافة إلى أعضاء من دولة قطر وعدد من الدول العربية باختيار الابتكارات الأفضل طبقا لمعايير دولية حول 22 تخصصاً تغطي كافة الاختصاصات المرتبطة بالاختراعات العالمية وتطوير الأبحاث.

كما تطرح الفعالية مسابقات /جماعية/ لتنمية مواهب وقدرات الشباب المشاركين في مجالات الاختراع والابتكار والتصنيع، تبدأ فجر يوم /الأربعاء/ المقبل وتتواصل في مقر النادي العلمي القطري على مدى 48 ساعة متتالية، ويتم خلالها تقسيم المشاركين إلى عدد من الفرق يخوضون فيها تجربة الابتكار الجماعي من الصفر، حيث يتم توزيع المهام بدءاً من العصف الذهني واقتراح الفكرة إلى التنفيذ، وسوف يوفر النادي العلمي القطري كافة الإمكانات والأجهزة والمعدات اللازمة لمساعدة المبتكرين في تنفيذ اختراعاتهم الجماعية، وذلك بتخصيص ورشة لكل فريق لتنفيذ فكرته، كما سيقوم بدعم المنتجات ذات الريادة، مع مراعاة حقوق كافة المشاركين فيها.

وأكد الدكتور حارب الجابري المدير التنفيذي للنادي العلمي القطري، في تصريح صحفي على هامش الفعالية، حرص النادي على أن يكون جزءاً من فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي لأنه يمثل شريحة هامة وهي الشباب المبتكر والمحب للعلوم والشغوف لعالم الابتكار، لذلك تم إدراج فعالية واحة الدوحة للابتكار ضمن فعاليات هذه المناسبة الهامة.. مشيرا إلى أن واحة الدوحة للابتكار تعتبر فرصة فريدة للقاء المخترعين الشباب القطريين بزملائهم المخترعين من الدول الإسلامية لتبادل المعارف والخبرات وللتعرف على ابتكاراتهم والتحديات التي يواجهونها في هذا المجال مما يفتح لهم آفاقاً جديدة ويزيد لديهم هذا الشغف لمزيد من الابتكارات.. مثمنا دور وزارة الثقافة والرياضة لدعمها ولمتابعتها واهتمامها وحرصها على أن تخرج هذه الفعالية بصورة مشرفة تليق بدولة قطر، مع تمثيل ومنافسة قوية للاختراعات القطرية.

من جانبه أشاد الدكتور محمد زياد عضو لجنة التحكيم بفعالية واحة الدوحة للابتكار كمحفل داعم للابتكار والتطور التكنولوجي في العالم الاسلامي.. مشيرا إلى أن الفعالية تشهد مجموعة ممتازة من الأفكار والمشروعات الابتكارية التي تعبر بالأساس عن احتياجات معينة وهذا مهم جدا في سد احتياجاتنا المختلفة بغض النظر عن الحصول على براءة الاختراع.

وأضاف لا شك أن المشاريع المتسابقة متميزة تم اختيارها من أكثر من ستة آلاف مشروع، وهذا يدل على تميزها وأهميتها.. موضحا أنه توجد ثلاثة معايير رئيسية تعتمد عليها اللجنة في تقييمها للاختراعات، وهي: حصول المشارك على براءة اختراع والطريقة التي تتبعها ليصل الى عمله النهائي، فيما يتعلق المعيار الثالث بمدى إمكانية تسويق هذا الابتكار، فكلما كان تسويقه عالميا وليس في بيئة محددة كانت فرص فوزه اكثر عن غيره.

وقامت وكالة الأنباء القطرية /قنا/ بجولة داخل “واحة الدوحة للابتكار” للتعرف على أهم المشروعات المتنافسة، حيث تدخل السباق 8 اختراعات قطرية هي : المنقذ الفوري لـ /سارة أمير الباكر، وهو اختراع تم تطويره لمنع اختناق الأطفال من خلال نظام التصوير الحراري الذي يمكنه اكتشاف أي جسم حي موجود داخل السيارة أثناء توقفها وغلق أبوابها، وصندوق التنمية المستدامة لـ / سعيد حمد الأسود، وهو عبارة عن جهاز ذي مساحة تخزينية رقمية كبيرة يرتبط بأقرانه عبر الإنترنت ليقدم خدمة تخزين سحابية آمنة ومضمونة وذات جودة عالية مقابل تبرعات مالية توجّه إلى الأمم المتحدة مباشرة لدعم أهداف صندوق التنمية المستدامة.
كما يشارك المبتكر صالح محمد العبدالله بالدراجة المتطورة وهي دراجة عالية الطاقة يمكن تشغيلها يدوياً أو بواسطة محرك كهربائي مزودة بتكنولوجيا متقدمة تجعلها قادرة على الوصول إلى 70 كم/ساعة ، فيما يشارك صالح سعيد سفران بابتكاره صمام نظام أمان منزلي ذكي يشتمل على نظام إيقاف تشغيل جديد يكتشف ويتفاعل مع أي تهديدات بتسرب الغاز، وتشارك المبتكرتان : الشيماء المصلح وعفراء الكعبي بنظام الاطفاء الذاتي لحرائق المركبات، فيما تشارك كل من: مي القحطاني وعائشة المري بالجهاز الذكي لمنع وقع الحوادث، ويعمل على توقف خدمة شبكة الجوال أثناء القيادة، أما المبتكر محمد القصابي فيشارك بجهاز كشف التسلل ويمكن حكام خط مباريات كرة القدم من اكتشاف حالات التسلل بدقة باستخدام تقنية Pozyx ، فيما يشارك يوسف القحومي بجهاز منظم مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة.
فمن جانبها قالت المبتكرة عفراء الكعبي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ جاءت فكرة اختراعها الإطفاء الذاتي للمركبات أثناء مشاركتها وزميلتها الشيماء المصلح في مسابقة /صانع/ بالنادي العلمي القطري، موضحة أن جهاز إطفاء ذكي للحريق في المركبات يتم تركيبه في أكثر الأماكن التي يندلع فيها الحريق بالسيارة مثل الشكمان (السلنسر) والبطاريات الخاصة بالسيارة والبترول وتحت كرسي السائق، وقد حصل المشروع على براءة اختراع من قبل وزارة التجارة والصناعة.. موضحة أنها شاركت في عدة معارض داخلية وخارجية أبرزها معرض الكويت الحادي عشر للاختراعات الدولي وفاز بالميدالية الفضية، كما حصل على جائزة كأفضل فكرة رائدة، مشيرة إلى أنهما تعملان حالياً على تطوير المشروع وتصغير حجمه عن الحالي، حتى يتم تسويقه للبيع في قطر وخارجها، معربة عن شكرها لوزارة الثقافة والرياضة بتنظيم مثل هذه الفعاليات الكبرى التي تعمل على الاطلاع والاستفادة من الأفكار الحديثة.

ومن السودان تشارك المبتكرة نيهال حسن، باحثة في مجال الجيولوجيا بجهاز يعمل بتقنية NIFT وهي طريقة حرارية تقوم بتسخين النفط لتعزيز استخراج النفط (EOR). تتميز بالتسخين الانتقائي، وتعمل على توفير الطاقة، التسخين السريع، الاستخدام المتنوع، الاقتصادي، الفعال، والبسيط.

ومن باكستان يشارك المخترع محمد أنس بأطراف صناعية لذوي الإعاقة وهي خفيفة الوزن منخفضة التكلفة كاملة الوظيفة يتم التحكم فيها عن طريق الدماغ للأشخاص الذين فقدوا ذراعهم بسبب حادث أو عن طريق الولادة.

وتقوم الإلكترونيات الحيوية حالياً بالبحث عن أرجل إلكترونية حيث إنه في باكستان وحدها يفقد 40000 شخص أرجلهم كل عام بسبب الخلافات، وأضاف في تصريح إلى /قنا/ أن 61 شخصا يستخدمون منتجاتهم حالياً بنجاح ويعيشون حياة جديدة.. مشيرا إلى حاجة العالم اليوم إلى مثل هذا الجهاز في ظل الحروب والصراعات في الكثير من المناطق.

وثمن المخترع محمد أنس تنظيم واحة الدوحة للابتكار.. مؤكدا أنها فرصة لتعزيز دور التكنولوجيا لدى الشباب في العالم الإسلامي، مشيدا بدولة قطر في احتضان شباب العالم الاسلامي من المبتكرين ضمن الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019 .

وفي تصريح مماثل قال المبتكر : باهودر جورهانوف من طاجيكستان، إن مشروعه يتعلق بإعادة استخدام أوراق الأشجار، خاصة العطرية كمادة خام لإنتاج لوح جسيمي (حبيبي)، واستخدام الأوراق بطريقة مفيدة وإعادة تدويرها لصنع مواد تساعد الاقتصاد والبيئة في بلاده.

وقد شهدت فعالية واحة الدوحة للابتكار اليوم تنظيم عدد من ورش العمل التفاعلية التي ضمت المخترعين المشاركين من شباب العالم الاسلامي، والتي تدور حول ثلاثة محاور وهي التفكير الإبداعي والعمل الجماعي والعصف الذهني.
وقد حظيت الفعالية بإقبال شديد اليوم من طلبة المدارس الذين حرصوا على معرفة أهم الابتكارات المشاركة.

شارك هذه الصفحة